مستقبل التعليم: أنظمة التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستغيّر قواعدَ اللعبة

نُشِر في: March 15, 2023

في العام 1950، طرح عالم الرياضيات آلان تورينج سؤال بالغ الأهمية وهو التالي: "هل يمكن للآلات أن تفكّر؟" ولعلّ تطوّر الذكاء الاصطناعي الذي نشهده اليوم يقدّم الإجابة الوافية على هذا السؤال، لأنّه ببساطة  يحاول تكرار المهام التي تتطلّب ذكاءً بشريًا ولكن باستخدام الآلات.

 فالسيارة ذاتية القيادة أو أي برنامج قادر على حلّ الواجبات المدرسية للطلاب هما ثمرة ابتكارات الذكاء الاصطناعي... هذا المجال الذي أصبح حديثَ الساعة! ولكن، تُراود بعض الأشخاص طبعًا مخاوف كبيرة تجاه هذا العلم، بينما يرى البعض الآخر أنّه سيسهّل حياتنا.

مهما كان رأيك بالذكاء الاصطناعي، لاشكّ بأنّه أصبحَ متغلغلًا في العديد من جوانب حياتنا اليومية.

وهو ساهم في تحويل العديد من القطاعات تحوّلًا سريعًا، بما في ذلك التعليم. فالطلاب والمعلّمون يستفيدون اليوم من مزايا التقنيات التكنولوجية المتطوّرة وأبرزها برمجيات التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

ما هي أنظمة التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي؟

أنظمة التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي هي برامج تستخدم الذكاءَ الاصطناعي لمساعدة الطلاب على التعلّم، من خلال تقديم الإرشادات والملاحظات لهم وفقًا لاحتياجات كلّ منهم. وعليه، تُعطي شخصية رمزية رقمية (أفاتار) الطلابَ دروسًا ثنائيةً مباشرةً، وفقًا لاحتياجاتهم الأكاديمية وبأسلوبٍ مرحٍ ومسلٍّ.

لا يمكننا أن ننكر أنّ جائحة كورونا (كوفيد-19) ساهمت بشكل كبير في انتشار التعليم الإلكتروني والمنصّات التي تعتمد على أنظمة التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقديم المعلومات إلى الطلاب.

ومنذ أن بدأ الناس باختبار هذا النوع من التعلّم، أصبح ينتشر أكثر فأكثر وبسرعة كبيرة. فها إنّ منصّة الدردشة الآلية المخصصة للطلاب Ivy.ai والمنصّة التعليمية Cognii يحقّقان انتشارًا واسعًا حول العالم. وما يميّز أنظمة التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي هي منافعها التي لا تقتصر على الطلاب بل تشمل المعلّمين أيضًا.

المنافع للطلاب

تقدّم أنظمة التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي تجربةَ تعلّم مرنة ومخصّصة بحسب احتياجات كلّ طالب. وهي تختلف عن نظام التعليم التقليدي في غرف التدريس، إذ يمكن تكييفها مع قدرات التعلّم لدى كلّ طالب والأسلوب المناسب له وسرعة استجابته. وهذا ما يضمن الاستحواذ على تركيزه وتفاعله بشكل دائم وتقديم الدعم له من بقية الطلاب في الصف.

بالإضافة إلى ذلك، توفّر هذه الأنظمة تجربةَ تعلّم اندماجية للطلاب. فهي تستخدم التعلّم القائم على المشاريع، ما يحثّ الطلاب على المشاركة في الأنشطة والتفاعل بشكل متواصل، فضلًا عن اختبار تجارب عملية من الحياة الواقعية يمكنهم الاستفادة منها خارج الصف حتى.

أمّا المنفعة الأخرى لهذه الأنظمة فهي تعزيز ثقة الطلاب بأنفسهم، لأنّها تصبّ كامل تركيزها على الطفل فتُشعره بالاهتمام والتقدير. وهي تقدّم الملاحظات أيضًا لكلّ طالب على انفراد، ما يمنع التسبّب له بالإحراج الذي يشعر به الطلاب أحيانًا عندما يتمّ تقديم أي ملاحظات لهم أمام زملائهم. وبالتالي، سيتحسّن أداء الطالب في الصفّ تلقائيًا ومن دون أدنى شكّ، لأنّه لن يشعر بالقلق والتوتر.

المنافع للمعلّمين

قد يشعر المعلّمون بالقلق من أنظمة التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي خوفًا من أن تحلّ مكانهم. ولكنّها في الواقع وُجدَت لتُسهّل حياتهم. فهي قادرة على إنجاز المهام التي تستغرق وقتًا طويلًا مثل إعداد التقارير عن أداء الطلاب ونتائجهم، والتخطيط للدروس، وإنشاء المحتوى الإبداعي. علاوةً على ذلك، يمكنها أن تقدّم تقاريرَ مفصّلةً للمعلّمين عن أداء الطلاب، ما يسمح لهم بفهم التقدّم الذي يُحرزه كلّ طالب والمجالات التي يمكنه تحسينها بشكل أكثر شمولًا.

تأثير إيجابي على التعليم

سيغيّر الذكاء الاصطناعي نظامَ التعليم الذي نألفه. فهو سيجعل التعلّم أكثر منفعةً باستخدام أساليب تفاعلية ومرحة للغاية. كما أنّه سيوفّر للطلاب فرصًا يستحيل الحصول عليها من خلال نظام التعلّم التقليدي. فأنظمة التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي تتخطّى كافّة الحدود، إذ إنّها ببساطة تسمح لك بالحصول على المعلومات عن أي شيء في العالم وأنت تجلس في منزلك.

وبالتالي، سيكون لهذه الأنظمة تأثير كبير على قطاع التعليم. ففي حين أنّه لطالما كان للطلاب المتفوّقين الأفضلية على الطلاب الذين لا يستطيعون المُضي قدمًا بالوتيرة نفسها، صمّمت هذه الأنظمة لتراعي مختلف قدرات التعلّم لدى الطلاب وتلبّي احتياجاتهم على أساس ذلك.

فهي تتيح المجالَ للمعلّمين للتركيز على التعليم، عوضًا عن وضع العلامات على الواجبات المدرسية أو تقديم الملاحظات على نتائج الامتحانات. كما تتيح للطلاب فرصةَ الاستفادة بشكل أكبر من تجارب التعلّم، إذ إنّهم سيحصلون على إرشادات مخصّصة على أساس احتياجاتهم.

كلمة أخيرة

ممّا لاشكّ فيه أنّ أنظمة التعليم المدعومة بالذكاء الاصطناعي ستُحدث ثورةً في القطاع التعليمي، وتساهم في تحويل نهج التعليم والتعلّم بشكل كامل. فهي تتجاوز كافّة القيود التي تفرضها أساليب التعليم التقليدية، وتقدّم تجاربَ تعلّم مخصّصة وملاحظات ديناميكية، وتعزّز التفاعلَ بين الطالب والمعلّم. وعليه، ستسدّ هذه الأنظمة الذكية الفجوةَ ما بين التعلّم التقليدي في غرف التدريس والعالم سريع التغيّر القائم على التطوّر التكنولوجي.

نأمل بأن تكون هذه المعلومات قد أثارت فضولك واهتمامك بالتعرّف أكثر على الذكاء الاصطناعي. وفي هذا الإطار، ننصحك بالاطلاع على مسار مهندس الذكاء الإصطناعي المحترف الذي تشتهر به جيك إكسبرس. يُعرّف هذا المسار الطلابَ على الذكاء الاصطناعي من خلال لغة "بايثون" الأكثر استخدامًا في عالم البرمجة اليوم. ندعوك لاستكشاف مجموعتنا الواسعة من دورات البرمجة المرحة من خلال زيارة الرابط التالي: https://geekexpress.com/ar

  


هناك 0 تعليقات